
بيان من أجل الإنسانية
أعربت منظّمة إنسانيّة تُعنى بالإغاثة والعمل الخيري عن قلقها الشديد جرّاء الحديث عن قرب انتهاء الحرب في عدد من المناطق التي تنشط فيها. وقالت أنّ مثل تلك التهدئة ستكون بمثابة كارثة وصفعة بوجه تاريخها الطويل وسمعتها الطيبة في إغاثة المنكوبين، لأنّ المموّل "الدونار" سيوقف تمويله بلا شكّ بمجرّد نفاد أرشيف صور المنظّمة (طوابير توزيع السلَات الغذائية، جثث تحت الأنقاض، أطفال يأكلون من القمامة، كلب يعاني نقص تغذية، خيمة مهدّمة تحت الثلج)
وفي بيان لها، أدان الناطق الرسمي باسمها كل الأفكار الداعية لوقف الحرب، وعدَّها أسوأ من الحرب ذاتها، متسائلاً: هل تعرف الجهات المانحة حجم البطالة وقطع أرزاق المتطوّعين والموظفين نتيجة هذا السلام؟ وهل يُدرك القادة العسكريون كم من شاب امتهن السلاح، قتالًا وصناعة!
وأضاف البيان: "لا بدّ من تخصيص مساحات آمنة للقتال والمعارك، وإبعادها عن مناطق التسويات السياسية، فلا نريد تكرار التجربة كما حصل في عدد من المدن والقرى المحاصرة، إذ فكّ الحصار وعادت الحياة وكأن شيئًا لم يكن".
مصادر مطّلعة نقلت عن المنظمة أنّ مديرها أصيب بأزمة نفسية كادت أن تقضي عليه، لولا تدخّل فريق الطوارئ فيها، وإرساله إلى أوروبا في رحلة فكرية وتأمّلية لدراسة تدهور الأوضاع و جنوحها نحو السلم. وقدّم بعد هذه الرحلة مقترحين للنجاة من الأزمة، أوّلهما هو إنشاء محطة تلفزيون خاصة لنشر بروبغندا الحرب الآتية لا محال ،الأمر الذي يضمن قلق السكان المحلّيين وبالتالي ضمان خلق فرصة للمنظمة بتوزيع أدوية الأعصاب وجلسات معالجة القلق.
أما المقترح الثاني هو إنشاء جناح سرّي عسكري للمنظمة، بحيث يقوم بالقصف ونشر الرعب في حال توقفت الحرب، وهذا سيسمح لجناحها الإنساني بالاستمرار بالإغاثة إلى الأبد.
في الختام، ناشدت المنظّمة حدّ التذلّل، أمراء الحرب والجنود وكل من لديه سلاح أبيض أو أسود أن يخرج عن صمته لاستعادة أمجاد التدمير، ودعت المنظّمات والجمعيات والمؤسسات الإغاثية كافّة إلى بذل الجهود والتضامن مع مطالبها، ورفع شعارات "الله لا يفرّ ج". وإلا فإن الهدوء والسلام سيكونان البديل، وكما يقول المثل " قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق".
في سبيل ذلك، تحاول هذه المنظّمة أن تجمع أكبر عدد ممكن من التواقيع على عريضة باسم "بيان من أجل الإنسانية"، تطالب فيها أمريكا بتشديد الحصار الاقتصادي، وترجو من روسيا تجربة أسلحة جديدة، وتتمنى من العاقلين من الشباب عدم الانجرار وراء تلك الدعايات المغرضة التي قد تجرّ البلد إلى خراء السلم.